البرماويون
في هذا الشهر المبارك رمضان -حيث يجعله المسلمون في الغالب موعدا لاخراج زكاة المال وللصدقات- يصلني العديد من خطابات الجمعيات الخيرية بطلباتهم، ومما لفت نظري وتوقفت عنده هذا العام خطاب روتيني صادر من احدى المدارس الخيرية في مكة المكرمة لتعليم ابناء الجالية البرماوية، وهذه الجالية البرماوية هربت من بورما في آسيا تحت ضغط اضطهاد ديني عنيف ولجأ افرادها الى المملكة من أيام الملك فيصل رحمه الله، وقد تزايدت اعدادهم وانضوى معهم بعض متخلفي العمرة من الآسيويين، وكما علمت فإنهم منحوا «أو بعضهم» اقامات، لكن المعروف ان مشكلة البرماويين مازالت قائمة وتتضخم ولم يندرجوا في اعمال مع انهم ازدادوا عددا حتى انهم قاربوا المليون، واعود لخطاب المدرسة الخيرية التي أسسها بعض أهل الخير لتعليم أبناء البرماويين وتشرف عليها ادارة التعليم في مكة، وليس واضحاً ان كانت مدرسة عادية أم انها لتحفيظ القرآن الكريم فقط. والواجب ان يكون التحفيظ جزءا من نشاطها، ولهذا اقترح ضمها أو الاشراف عليها من مؤسسة التعليم الفني، فهؤلاء البرماويون يعرفهم أهل مكة بأنهم مسالمون وعمال مواظبون ومنضبطون، التعليم الفني أولى بهم من البداية والافادة منهم وخصوصا في مهن تتعلق بالحج وخدمة الحجيج، وباعمال اخرى كالسباكة واعمال الكهرباء وصيانة المنازل.. إلخ.
يقول مدير المدرسة.. ليست لنا موارد ثابتة غير التبرعات وأمورنا تسير «بالتوكل على الله» وأحيانا كثيرة نعجز عن دفع رواتب المدرسين لعدة شهور، ولهذا السبب وحاجتنا الى أيد عاملة موجودة ومقيمة في مكة المكرمة اقترح على الدكتور الغفيص ان يتولاهم التعليم الفني بتدريب خاص، فهم هؤلاء البرماويون اصبحوا شبه مواطنين ومقيمون دائمون بحكم الامر الواقع، أما الافارقة الذين يملأون البلد فنرجو ان نسارع باتخاذ كل اجراءات الابعاد حتى لا يمثلوا مشكلة برماوية أخرى.
موضوع: عبد الله السميح 
الثلاثاء سبتمبر 30, 2008 5:36 am
