الجمعة, 5 سبتمبر 2008
عبدالغني بن ناجي القش
رسائل عديدة حملت في طياتها زفرات بعض المصلين، وتذمرهم من بعض أئمة المساجد وبخاصة في هذا الشهر الكريم الذي تقام فيه صلاة التراويح.
إن المتأمل في حال بعض المساجد يجد عجبا، إماما طال به العمر فأصبحت تلاوته لا تكاد تُفهم، وآخر قد أعياه تعب السنين فبات بعيدا كل البعد عن الترتيل، وثالثا لا يعرف في قاموسه التجويد فتجده يهُذّ القرآن هذاً.
مع حال بعض أئمة المساجد وبخاصة في هذا الشهر الفضيل تدور هذه الرؤى:
* لا زالت مسألة تعيين الأئمة مسألة محيرة؛ ويبدو واضحا أن مسألة حسن الصوت ونداوته ليست من الضوابط المأخوذة في الحسبان، ونتج عن ذلك تدافع الناس على مسجد دون آخر بحثا عن صوت شجي يساعد المصلين على الخشوع ويعينهم على تدبّر كلام الله.
* امتد هذا المشهد في هذا الشهر الذي تقام فيه صلاة التراويح حتى أنك تشاهد بعض المساجد شبه خالية بينما الأخرى تغص بالمصلين فلا تجد فيها موضعا، ما يمثل رسالة قوية للقائمين على المساجد الكبرى والمساجد بعامة ليكون حسن الصوت ونداوته وأسلوب الأداء أساسا متينا لاختيار الأئمة وتعيينهم.
* مؤسف هو ذلك الإهمال الذي يجده أبناؤنا حفظة كتاب الله الذين يحصلون على جوائز دولية ومحلية ثم تتجاهلهم تلك الجهات فلا يجدون عناية ولا متابعة، وأذكر أن أحد أئمة الحرم المكي وهو الشيخ عبدالله عواد الجهني قد حصل إبّان تدريسي له في الجامعة الإسلامية على المركز الأول في المسابقة الدولية، وتم تكريمه من قبل الجامعة، لكن وزارة الشؤون الإسلامية لم ترع ذلك الانجاز أي اهتمام!
* عجيب هو ذلك النظام الذي يركز فقط على الحفظ والتجويد في الوزارة دون مراعاة لحلاوة الصوت؛ والمتأمل في تاريخنا الإسلامي المجيد يجد أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يكونوا جميعا يمتلكون مزمارا من مزامير آل داوود كأبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
* في ظل وجود أعداد كبيرة من حفظة كتاب الله الكريم لم يعد هناك حرج في إدخال ضابط حلاوة الصوت في تعيين الإمام، واستقطاب من حباه الله صوتا نديا وتميزا في الأداء، ويفترض أن تُعرض عليه الإمامة ولا تنتظر الوزارة حتى يأتيها؛ فالبعض منهم ربما يتورّع عن ذلك، ليبقى المصلون يئنّون من بعض الأئمة الذين ربما أصابوهم بالنعاس فملّوهم وأخذوا يبحثون عن غيرهم.
إن الجميع وبخاصة في عصرنا هذا بحاجة إلى إمام يجلب لهم الخشوع والتدبر لآيات الله، وأمنياتهم لا تنقطع في زوال أئمة يسردون الآيات وبشكل سريع بعيد كل البعد عن الترتيل المجود مع كثرة أخطاء ربما أصابتهم بالملل ، ما يجعلهم ينادون بصوت واحد:لا نريد أمثال هؤلاء الأئمة