عندما يصبح إنتماءك إلى وطنك وصمة عار ومسبة وفق ثقافة الأخرين في مكان ما ، تصور كيف تصبح حياتك في تلك الأرض؟
الإنتماء إلى وطن ما بحد ذاته شرف وإعتزاز للفرد وليس العكس ، فالأمريكي مثلاً من حقه أن يفتخر لأنه أمريكي ، والسعودي من حقه أن يفتخر لأنه سعودي ، والأمر ينسحب أيضاً على بقية الأمم والشعوب في هذه الأرض بنفس الدرجة ، غير أن الأمر يختلف الآن وفق مفاهيم أغلبية أفراد الشعب السعودي من واقع ثقافتهم فيما يتعلق بإنتماء المواطن البنجلاديشي إلى وطنه إذ أصبحت كلمة (بنغالي ) مفردة جديدة إقتمحت قاموس ثقافة المجتمع السعودي بقوة كمفردة شتيمة أو مسبة في تحور عجيب وغريب لتلك الثقافة ، من هنا أصبح المواطن البنغالي ضحية إنتماءه إلى وطنه بإعتبار نظرة المواطن السعودي إليه في المملكة العربية السعودية ، مما بات تطارده لعنة هذه الكلمة أينما حل في أراضيها ، لأنه في أحيان كثيرة تتم الإستعاضة بهذه الكلمة إذا أريد بها التعبير عن الخداع والمكر والنصب والإحتيال والتزوير والسرقة والنهب والمتاجرة بالممنوعات والتحرش الجنسي وتمرير ما يعرف بالمكالمات وتهريب الخادمات عفواً تجارة الرق الأبيض و... و...، في المجتمع السعودي .
وبالطبع ... هذه جزء من الحقيقة وليست كل الحقيقة ، لأن هنالك خفايا أخرى في إطار هذه القضية لم يتم التطرق إليها من قبل ، فنحن بدورنا نتوقف هنا بـ ( ٍStop) ريثما تتاح لنا فرصة مواتية لبيان وإستجلاء بعض من تلك الخفايا. وعلى كل حال فإن عزاء المواطن البنغالي في قادة وحكام المملكة العربية السعودية الذين لا يقبلون أبداً أن يصبح شعب شقيق مثل شعب بنجلاديش تحت هجمة إزدراء وتهكم من قبل شعب عظيم بقيمه وسماحته ، مثل شعب المملكة العربية السعودية ، بسبب جريرة بعض أفراده ، لأن الأمر ينافي كلياً مع أخلاقيات هؤلاء القادة والحكام ، الذين عرفوا وإشتهروا طوال تاريخهم بعفة وطهارة ألسنتهم تجاه الآخرين حتى لو كان الأمر يتعلق بمن أساء إليهم وأتسم بالعدوانية تجاههم دوماً ، ناهيك عن شعب مسلم شقيق مثل شعب بنجلاديش ، لأنهم عظماء بقيمهم وطبيعتهم ، ومن عادة العظماء مقابلة الإساءة بالإحسان والترفع عنها ، وهذا الذي نشاهده ونلمسه الآن من واقع تعامل قادة المملكة العربية مع أزمة ( بنغلا فوبيا ) التي تشكلت مؤخراً في المجتمع السعودي. ونحن بدورنا نسأل الله سبحانه وتعالى أن يمكن قادة المملكة العربية السعودية بإحتواء هذه الأزمة وأثارها المأساوية التي طالت بعض الأبرياء ( بالتبعية فقط ) بسبب بعض الإجراءات الرسمية المترتبة عليها وهم بلا شك أهل لذلك إن شاء الله .
وحيث أن كثيراً من أبناء الجالية البرماوية في المملكة العربية السعودية أصبح مشمولاً للجنسية البنغالية بالتبعية للجواز الذي يحمله طوعاً أو كرهاً ، فإنه الآن يحاول نفي هذه التهمة ( أسف هذه الصفة ) بإعلان البراءة من الإنتماء إلى هذه الجنسية لأنه في واقع الأمر لم يكن يوماً لينتمي لا إلى دولة بنجلاديش بالتبعية ولا إلى الأمة البنغالية ولا إلى نطاق الجغرافية التي تسكنها الأمة البنغالية ، وهذه حقيقة لا جدال فيها ، غير أنه في واقع الأمر أن أبناء الجالية البرماوية في المملكة العربية السعودية ، والروهنجيين بصفة عامة يربطون مع أشقاءهم شعب جمهورية بنجلاديش بكثير
[center]